القائم بالأعمال السابقة في السفارة العراقية لدى لبنان
السيده به ري خان شوقي
حضن ذاك الدفء الآمن، تتقاسم النور مع الصبح، للشمس على شفتيها بشارة تنافس المطر، تألف النبض، تختصر مساحات العمر، وتمنح وطناً، هي قاموس عطاء، ابجديتها عامرة بالعطاء، تأخذك بعيداً حيث ينمو النرجس والياسمين، إنها القائم بالأعمال في السفارة العراقية لدى لبنان السيده به ري خان شوقي، وكان لنا معها اللقاء الشيق والغني،،،
*كيف تعرفين عن نفسك لقراءنا؟
إنني أم وأنا من أجل من أحببت سلكت كل الطرقات الصعبة وإنني راضيه، أنا انسانية بطبعي من الدرجه الأولى، من منطلق أن الإنسانيه أكبر من كل المعوقات الذي يضعها البشر لكي يفرقون بين البشر، فلا فرق عندي بين البشر جمعاء، من هنا تعبت على نفسي لكي أحسن من أدائي في الحياة وأحاول أن أمضي مع مبادئي التي أؤمن بها، ودائماً الحياة الصعبة تصقل الإنسان وأحترم كل من من ناضل من أجل الكلمه الحرة في أي بقعة على وجه الارض، إنني مناضلة، ناضلت وسأستمر في النضال من أجل العداله الاجتماعية.
*بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي صادف 8 آذار، ما هو شعورك وتمنياتك في هذا اليوم من الناحية الإنسانية والعملية؟
ثمانية آذار يوم العالمي للمرأة والذي أقرته الأمم المتحدة في سنة 1977 وأقرتها يوماً عالمياً للتذكير بحقوق المرأة، إنها ثمرة جهاد ونضالات النساء المناضلات في الحركه النسويه العالميه من أوئل القرن الماضي في أمريكا وأوروبا و روسيا، مما لاشك فيه علينا أن نشيد بمنظمات المجتمع الدولي والحركه النسويه العالمية وما وصلوا إليه من قرارات وإتفاقيات مهمه لصالح المرأة منها مؤتمر بكين لسنه 1995، و قرار مجلس الأمن “1325” لسنة 2000، المرأة والأمن والسلام من مفهوم أن المرأة هي الأم أي هي البناء والسلام، لهذا يجب إشراك المرأة في مراكز القرار من المجالس النيابية ومجالس الوزراء وإشراكها في مفاوضات السلام والملفت للنظر بعد عشرين سنه من إتفاقية بكين، فقط تسعة من النسوه اشتركن في مفاوضات السلام، إنني أثمن جهود النساء في العالم عندما توصلن إلى كل هذه القرارات. والأمم المتحدة تحاول فرضها على دساتير الدول، أي المرأة الشرق أوسطية تجني ثمار نضالات المرأة العالمية لما وصلت إليه من إنجازات من تمكين المرأة والمساواة وتحقيق
إحترام كرامة الانسان.
أما بالنسبه لتمنياتي للمرأة في العالم أن تصان كرامة المرأة والنضال ضد كل العنف ضد المرأة إذا كانت من العائلة أو من المجتمع، النضال من أجل تغيير القوانين للأحوال الشخصية لصالح المرأة وتدريس حقوق الإنسان والمساواة ضمن مناهج الدراسة لكي يتربى الأجيال على أسس إحترام الإنسان وحمايه حقوق المرأة.
*ولادة الإنسان الكوردي في 5 آذار عام 1991م، مع بداية الإنتفاضة، هل لك أن تحدثينا عنها؟
“إذا الشعب أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ولابد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر”
نعم الإنتفاضة جاءت بعد مسيرة نضال مريرة وضحايا ومقابر جماعية وجينو سايد وقصف السكان الآمنين من نساء وأطفال وشيوخ بالأسلحة الكيميائية، رغم كل الظلمات والظروف القاسية، كانت جذور النضال الشعب الكردي عميقة وشاركت فيها كل طبقات الشعب بدون استثناء أي الفقير والغني. وكانت انطلاق الشرارة الأولى للإنتفاضة في قضاء رانيه وبعدها في السليمانية، لأن مركز وقلعة النضال هي على مدى التاريخ كانت تبدأ من السليمانية، عندها كنت أنا مختفيه من أيدي جلاوزه النظام، وكنت متوقعة للإنتفاضة عندها تركت مخبئي في إحدى أماكن الاختفاء الخاص بي وأولادي وأتيت إلى دار والدي، وعندما ثار الشعب وجاءت البيشمركه الى السليمانية كان شعوراً غريباً ولا أستطيع أن أعبر عنه بكلمات، يتوجهون إلى مقر أمن السليمانيه الذي عذب و صلب فيها ألآف من الشباب الكورد منهم زوجي الشهيد، والذي كان مسؤولاً عن التنظيمات السريه لكل الإتحاد الوطني ولكل محافظات الإقليم مع بغداد، حينها لم أكن أعلم أن زوجي قد استشهد في سجن أبو غريب 7/11/1990، في الحقيقة لم أكن أصدق نفسي إنني حره بعد كل هذا الخوف والإختفاء من جلاوزة النظام لكي لا يلقوا القبض علي، لأنني كنت مطلوبه وقتها من قبلهم، بسبب وجود طابعة التنظيم السري في بيتنا، لهذا كنت في غاية السعادة كوني كنت أرى الشعب في عرس تاريخي، ولكنني كنت أنزف دماً وبؤساً من داخلي كوني فقدت صديقي في النضال وزوجي الذي كان غائبا ولانعرف عن مصيريه شيء حينها.
*ما الذي استطاعت أن تحققه المرأة العراقية عامة والكوردية خاصة، برأيك؟
لابد أن أشير إلى أن المرأة العراقيه امرأة صامدة و قويه وقد عاشت الويلات في ظل نظام صدام حسين ، عندما قام بزج الشعب العراقي بثلاثة حروب، بدءً من الحرب مع ايران إلى احتلاله للكويت وحرب الخليج الأولى والثانية ، أما بعد التحرير هنالك متغيرات كثيرة في صالح المرأة في الدستور العراقي هى إحدى الدساتير المتحضرة في المنطقة وفيها بنود كثيرة تؤكد حقوق الإنسان والمرأة كذلك طبقت نظام كوتا “25” من أعضاء البرلمان يجب أن يكونوا من النساء ولهذا نجد الآن نساء قاضيات و هناك وزارة دوله لشؤون المرأة ، كما بعد التحرير 2003، قامت دول التحالف والأمم المتحدة بمساعدة على توعية الكوادر النسوية في جميع القضايا الخاصة بالمرأة و تمكين المرأة، و قرار”1325″ لمجلس الأمن “المرأة والأمن والسلام” وبمدة قصيرة وجدنا العديد من كوادر ونخبه بقضايا المرأة في جميع المحافظات و لاننسى أن قضية المرأة هي قضية ديمقراطية مرتبطة بالأمن والاسقرار.أما بالنسبة للمرأة الكوردية تختلف الحالة لأن الكورد بدأو ببناء مؤسساتهم الدستورية من حزيران لسنة 1992 البرلمان المنتخب وكانت هنالك خمسة نساء شاركن في أول برلمان ومشاركه المرأة كوزيره واحده في أول حكومه لإقليم كوردستان، أما الأن هنالك مجلس أعلى للمرأة، إضافة لمشاركة المرأة في البرلمان بحدود “30” كون الإقليم كان مستقراً، فقضايا حقوق الإنسان وحقوق المرأة ازدهرت وتسارعت خطاها، والآن تدرس كمنهج دراسي بعد أن غيرت المناهج الدراسية في الإقليم.
*السيده به ري خان، هل انت مع نظام الكوتا بشكل عام؟
نعم أنا مع نظام الكوتا عندما توصل المجتمع الدولي عبر مؤسساته ومنظماته الى ضرورة مشاركة المرأة وبشكل فاعل في القرار السياسي، حاولو إيجاد صيغ وأليات لمشاركه المرأة في القرار السياسي، توصلوا إلى العديد من الأليات منها الكوتا، وبالأخص في مجتمعاتنا لكي نسهل على تواجد المرأة في المراكز القيادية والقرار السياسي .
*ما معنى الأم؟
الأم تعني الوطن ،البناء ،السلام ،العطاء بدون مقابل، وإنها مدرسه، أنا بالنسبة لي أمي كانت تاريخ وقصة من الصبر والرومانسية والغفران وحب كل الناس وغسل الروح من الأحقاد وصفاء الروح، وأنا أم وأب، أتصورسر بقاء البشرية في صبر الأم وعطاءها، إنني أتصور الأم هي البناء، لا تبدد الطاقات بل توفرها، هي كالطبيعه تدور كدوران الطبيعه.
*اين يتم تواجد المرأة الكوردستانية بشكل عام، وهل يسمح لها التساوي مع الرجل في الوظائف؟
المرأة في إقليم كوردستان تعيش حياة ديمقراطية منذ 1992 ، رغم كل الظروف الصعبة التي واجهتها لكنها الأن تسير بخطى ثابته مشرفة ولاننسى المرأة الكوردية بفطرتها امرأة كلها صفاء وهي لها تصميم لما أقره كل المستشرقين الأوائل قبل قرن، أي بدايات قرن العشرين من الانكليز والروس والألمان، أجمعوا على أنها امرأة حرة بالفطرة قاسية على نفسها تضحي من أجل الكل منذ حرب أيلول 1962، أثبتت المرأة أنها مناضلة وهي شاركت جنب الى جنب زوجها وأخيها وأبيها في النضال في الجبل والمدينة، وقامت بتربية ابناءها بمفردها، عندما كان زوجها في الجبل يناضل من أجل القضية بكل عزم وقوة، وهنالك نساء مناضلات سطرن أروع ملاحم الإنتصار في تاريخ الحركه الكورديه، فالمرأة الكورديه مشاركه فاعله في كل قطاعات الحياة، ولايوجد فرق في الأجورما بين النساء والرجال، وهنالك قوانين مناصرة لقضايا المرأة وشُرعتْ من أجل حمايه مصالحها .
*الكلمة الأخيرة؟
بالنسبة لي أنا ناضلت، وإنني فخورة بنضالاتي من أجل الكلمه الحرة وكرامه الإنسان، بالرغم من أنني خسرت صديقي وزوجي في مسيرتنا النضالية ولكنها مسيرة شعب، ولست أنا وحدي في الخسارة، ولكننا حصلنا على حريتنا، لدي الكثير من الإنجازات في حياتي، انجازات مشرفه، وهي أنني أول امرأة كنت في البرلمان الكوردستاني أطالب بحق المرأة وبتشكيل لجنه خاصة بالمرأة عام 1992، قمت بتأسيس مع مجموعة من النسوة بإنشاء أول مركز إعلام نسوي، وكنت صاحبة امتياز لأول جريده كورديه خاصه بقضايا المرأة من ثمانية صفحات، باسم “زيانه وه ” أي “الإنبعاث”، وكانت تصدر في السليمانية منذ عام 1997وما زالت إلى حد الأن، كما كنا نصدر مجلة أخري مع مجموعه من الناشطين والمدافعين عن قضايا المرأة من المثقفين والمثقفات باسم “ده نكي” أي “الصوت”، أعود بالقول مجدداً ما بعد الإنتفاضة ، قمنا نحن ومجموعة من المناضلين والمثقفين من رجالاً ونساء بالنضال من أجل قضية المرأة، لانها هي قضيه حياتية مجتمعية، فهي عملية إصلاحية، تحتاج إلى الصبر ووضع برامج مدروسه وفاعله، وهي بحاجه إلى التضحية من جميع الشرائح المشاركه من الرجال والنساء، أعود وأقول بالرغم من إنني دبلوماسية ولكن قضية المرأة هي قضية حياتية بالنسبة لي لاتفارقني وأينما وجدت نفسي أدافع عن قضاياها بكل امتنان، المرأة التي هي الأم والزوجه والأخت. وأشكر الإعلامية الناجحة والمثابرة فريال دبوق التي لم تكل ولم تمل إلى أن حصلت مني على هذا اللقاء وأنا ممتنه لها.